الأستاذ الدكتور كبار الشخصيات
الساعة اللآن : عدد الرسائل : 869 المزاج : الثقافة العلمية السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 07/09/2008
| موضوع: شهادة الأرض بالحق السبت سبتمبر 27, 2008 5:08 am | |
| شهادة الأرض بالحق ( يومئذ تحدث أخبارها .... )
يخبرنا الله تبارك وتعالى عن ( يوم القيامة ) أنه في ذلك اليوم العصيب .. تتحدث الأرض وتخبر بما عُمل عليها من خير أو شر .. وتشهد على كل إنسان بما صنع على ظهرها ..
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يومئذ تحدث أخبارها" فقال : أتدرون ماأخبارها قالوا : الله ورسوله أعلم .. قال : أخبارها أن تشهد على كل عبدٍ أو أمةٍ بما عمل على ظهرها , تقول: عمل يوم كذا ، كذا وكذا ، فهذه أخبارها أخرجه الترمذي وقال حسن صحيح ..
وفي الحديث الآخر : " تحفظوا من الأرض فإنها أمكم ، وأنه ليس من أحدٍ عاملٍ عليها خيراً أو شراً إلا وهي مخبرة به .. أخرجه الطبراني في معجمه
ياله من موقف عظيم ولحظات عصيبة في ذلك اليوم الذي تتقطع من شدة أهواله القلوب .. فالأبصار شاخصة .. والقلوب وجلة والأجساد عارية .. والشمس دانية من الرؤوس ...
لا إله إلا الله والله أكبر تخيل ذلك المشهد ( يوم القيامة ) يوم تتحدث فيه الأرض وكيف سيكون حالك ! لاشك أنه مشهد مخيف..
يوم تأتي ساحات الجهاد تشهد للمجاهدين بذل أرواحهم في سبيل الله
ويوم تأتي المساجد تشهد لروادها من المؤمنين ركوعهم وسجودهم
ويوم تأتي منى وعرفات تشهد للحجاج وقوفهم ودعاءهم وبكاءهم وتضرعهم ولا إله إلا الله ..
ويوم تأتي المراقص ونوادي الليل تشهد على روادها ماصنعوا على ظهرها من خنا وفجور وسكر وعربدة
ويوم تأتي الشواطي ء تشهد بماجرى على ظهرها من عري وسفور وزنا وخمور
يومها ينكشف الستار وتزول الحجب .. إنه يوم الفضائح .. يوم الحسـرة
يومها كيف يكون حال ذلك المسكين الذي كان يجوب الأرض شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوبا يرتكب في كل بقعة معصية ويقارف في كل زاوية فاحشة وكأن الله هناك غير مطلع عليه وأن الأرض هناك ليست أرض الله ؟!!..
أخي يا عبدالله يامن فرطت في صلاة الجماعة وتكاسلت عن الذهاب إلى بيوت الله تذكر ذلك اليوم .. تذكر : يوم تحدث أخبارها .. ماذا ستخبر عنك؟ وماذا ستشهد به لك أو عليك؟
ماذا تتمنى وقتها أخي الكريم حينما ترى المساجد تشهد لأصحابها , وتشفع لهم أمام رب العالمين , تقول يارب شفعني فيه لقد كان قلبه معلق بي , لقد كان من روادي ليل نهار ، يارب طالما سجد فيّ وركع وقام وقعد , وقرأ القرآن ، وماتزال تحاج عنه حتى تشفع فيه ويدخل الجنة .. هل تتمنى وقتها أنك كنت من روادها في حياتك الدنيا؟
إذن اغتنم ما بقي من عمرك من أيام , وقدم لآخرتك ما يسرك , ويبيض وجهك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه
قبل أن تندم وتدرك كم كنت مفرطاً، وتتمنى لو تعود إلى الحياة الدنيا من جديد , ولكن هيهات هيهات ، يومئذ لايفيد الندم ولاينفع الإنسان إلا ما قدم ..
فابـــــدأ من الآن .. مادمت في زمن المهلة قبل أن تصبح مرتهن بعملك تحت أطباق الثرى , تنتظر الساعة والساعة أدهى وأمر ..
أخواني إن الأمر جد لاهزل فيه ، وصدق لامراء فيه ..! فقم مقام الجد ودع عنك الأماني الخادعة وبادر بالأعمال الصالحة واحذر من التسويف فإن "سوف" من جند إبليس!!
اسأل الله لي ولك ولكل المسلمين حسن الختام وطيب المقام وصحبة الأخيار من الأنبياء والأبرار والصالحين الأطهار واسأله تعالى أن يلهمنا رشدنا وأن يفقهنا في ديننا ويرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه إنه ولي ذلك والقادر عليه, وصلي الله وسلم وبارك علي نبينا الصادق الأمين عليه وآله وصحابه الصلاة والسلام آمين...
| |
|