منذ فترة قرأت هذه القصيدة على أحد المواقع و هي لشاعر عربي معاصر يدعى فاروق جويده
فأعجبتني كثيراً و رأيت أن أضعها لكم لجمالها و تعبيرها عن الواقع العربي المؤسف
عـــار عـلـى الأوطــان كـيـف يـسـودها خــزي الـرجـال وبـطش جـلاد كـذب؟!
الــخـيـل مــاتـت.. والــذئـاب تـوحـشـت تـيـجـاننا عـــار.. وسـيـف مــن خـشـب
الـــعـار أن يــقـع الــرجــال فـريـسـة لـلعجز مـن خـان الـشعوب.. ومن نهب
لا تـسـألـوا الأيـــام عــن مــاض ذهــب فــالأمـس ولـــى، والـبـقـاء لـمـن غـلـب
مــــا عـــاد يــجـدي أن نــقـول بـأنـنـا.. أهــل الـمـروءة.. والـشهامة..والـحسب
مــــا عـــاد يــجـدي أن نــقـول بـأنـنـا.. خــيـر الـــورى ديـنـا.. وأنـقـاهم نـسـب
ولــتـنـظـروا مـــــاذا يـراد لأرضــنــا صــارت كـغـانية تـضـاجع مــن رغـب
حــتــى رعـــاع الأرض فـــوق تـرابـنـا والـكـل فــي صـمت تـواطأ.. أو شـجب
الــنـاس تــسـأل:أيــن كـهـان الـعـرب؟! مـاتوا.. تـلاشوا. لا نـري غـير الـعجب
ولــتـركـعـوا خـــزيـا أمــام نــسـائـكـم لا تـسـألوا الأطـفـال عــن نـسب.. وأب
لا تـعـجـبوا إن صـــاح فـــي أرحـامـكم يــومــا مــــن الأيـــام ذئـــب مـغـتـصب
عــــرض الـصـبـايا والــذئـاب تـحـيـطه فـصـل الـخـتام لأمــة تـدعـي’ الـعـرب’
عرب وهل في الأرض ناس كالعرب؟! بـطـش. وطـغـيان.. ووجــه أبــي لـهـب
هــــذا هــــو الـتـاريـخ.. شـعـب جـائـع وفـحـيح عـاهـرة.. وقـصـر مــن ذهـب
هــــذا هــــو الــتـاريـخ.. جـــلاد أتــى يـتـسـلـم الـمـفـتـاح مــــن وغـــد ذهـــب
هـــــذا هــــو الــتـاريـخ لـص قــاتــل يـهـب الـحـياة.. وقــد يـضن بـما وهـب
مـــا بــيــن خـنـزيـر يـضـاجـع قـدسـنـا ومـغـامـر يـحـصـي غـنـائـم مـــا سـلـب
شـــــارون يــقـتـحـم الـخـلـيـل ورأســه يـلـقـي عــلـى بــغـداد سـيـلا مــن لـهـب
ويـــطــل هــولاكــو عــلــى أطـلالـهـا يـنـعـى الـمـساجد..والـمـآذن.. والـكـتب
كــبـر الــمـزاد.. وفـــي الـمـزاد قـوافـل لــلـرقـص حــيـنـا.. لـلـبـغـايا. لـلـطـرب
يــنــهــار تــاريــخ..وتــســقـط أمــة وبـــكــل قــافــلـة عــمــيـل.. أو ذنــــب
ســـــوق كــبـيـر لـلـشـعـوب.. وحـولــه يـتـفـاخـر الـكـهـان مـــن مـنـهـم كــسـب
جـــاءوا إلــى بـغـداد.. قـالـوا أجـدبـت.. أشـجـارها شـاخت.. ومـات بـها الـعنب
قـــد زيــفــوا تــاجـا رخـيـصـا مـبـهـرا ’حــريـة الإنـسـان’.. أغـلـى مــا أحــب
خــرجــت ثـعـابـيـن.. وفــاحـت جـيـفـة عــهـر قــديـم فــي الـحـضارة يـحـتجب
وأفــاقـت الـدنـيـا عــلـى وجـــه الــردى ونــهـايـة الــحـلـم الـمـضـيء الـمـرتـقب
صـلبوا الـحضارة فـوق نـعش شـذوذهم يــا لـيـت شـيـئا غـيـر هــذا قــد صـلـب
هــي خـدعـة سـقـطت.. وفــي أشـلائـها سـرقـت سـنين الـعمر زهـوا أو صـخب
حــريـــة الإنـــســان غــايـة حـلـمـنـا لا تـطـلـبـوها مــــن ســفـيـه مـغـتـصـب
هـــي تـــاج هـــذا الـكـون حـيـن يـزفـها دما لـشـعـوب لـمـن أحـب..ومـن طـلـب
شــمـس الـحـضـارة أعـلـنت عـصـيانها وضـميرها الـمهزوم فـي صـمت غرب
بــغــداد تــســأل.. والــذئــاب تـحـيـطها مـــن كــل فــج. أيــن كـهـان الـعـرب؟!
وهــنــاك طــفــل فــــي ثــراهـا ســاجـد مــازال يـسأل كـيف مـات بـلا سـبب؟!
كــهــانـنـا نـــامـــوا عـــلــى أوهــامــهـم لـيـل وخـمـر فــي مـضـاجع مــن ذهـب
بــيـن الـقـصـور يــفـوح عــطـر فـــادح وعـلى الأرائـك ألـف سـيف مـن حطب
وعــلـى الـمـدى تـقـف الـشـعوب كـأنـها وهـــم مـــن الأوهــام.. أو عـهـد كــذب
فــــوق الــفــرات يــطــل فــجــر قـــادم وأمــــام دجــلـة طــيـف حــلـم يـقـتـرب
وعـلـى الـمـشارف سـرب نـخل صـامد يـروي الـحكاية مـن تـأمرك.. أو هـرب
هــــذي الــبــلاد بــلادنــا مــهـمـا نـــأت وتــغــربـت فــيـنـا دمــــاء.. أو نــســب
يــــا كــــل عـصـفـور تــغـرب كــارهـا ســتـعـود بــالأمــل الـبـعـيـد الـمـغـتـرب
هــــذي الــذئـاب تــبـول فـــوق تـرابـنـا ونـخـيـلنا الـمـقهور فــي حــزن صـلـب
مـــوتـــوا فـــــداء الأرض إن نـخـيـلـهـا فــــوق الـشـواطـئ كــالأرامـل يـنـتـحب
ولـتـجـعـلـوا ســعــف الـنـخـيـل قنابل وثــمــارهــا الــثــكـلـى عــنـاقـيـد اللهب
فــغــدا ســيـهـدأ كــــل شــــيء بــعـدمـا يـــروي لـنـا الـتـاريخ قـصـة مــا كـتـب
وعــلـى الــمـدى يــبـدو شــعـاع خـافـت يـنـساب عـنـد الـفجر.. يـخترق الـسحب
ويــظــل يــعـلـو فــــوق كــــل سـحـابـة وجــه الـشـهيد يـطل مـن خـلف الـشهب
ويــصــيـح فــيـنـا: كــــل أرض حــــرة يـــأبــي ثــراهــا أن يــلـيـن لـمـغـتـصب
مــــا عـــاد يـكـفـي أن تــثـور شـعـوبـنا غـضبا.. فـلن يجدي مع العجز الغضب
لــــن تــرجــع الأيــــام تـاريـخـا ذهـــب ومــــن الـمـهـانـة أن نـقـاتـل بـالـخـطب
هـــــذي خــنـادقـنـا.. وتـــلــك خـيـولـنـا عـــودوا إلـيـهـا فــالأمـان لــمـن غــلـب
مـــــــا عـــــــاد يــكــفـيـنـا الـــغــضــب مـــــــا عـــــــاد يــكــفـيـنـا الـــغــضــب